RT France حوار مريم رمضان مع

 

يوجد طارق رمضان، المتهم بالاغتصاب، رهن الاحتجاز منذ أوائل فبراير. لقد وافقت ابنته مريم على الإجابة على أسئلة آر تي فرنسا، وتود بالمناسبة، أن تلفت الانتباه إلى ظروف احتجاز والدها التي تعتبرها جائرة.

ضربت لنا مريم رمضان موعدًا في حديقة بالضواحي الجنوبية لباريس. تعيش مريم مع والدتها في الدوحة، في دولة قطر. وبحكم وجود طارق رمضان، المتهم بالاغتصاب، في السجن في باريس، فقد استقرا مؤقتا هناك هناك لتكونا قريبتين منه.

يُحتجز المفكر السويسري من أصل مصري في سجن فريسنيس، منذ بداية فبراير ،وهو مصاب بمرض التصلب المتعدد منذ 12 عامًا ، وقد تم تشخيصه قبل أربع سنوات ، وفقًا لتقرير طبي، حيث قضى عدة أيام في الوحدة الخاضعة للحراسة في مستشفى سالبيتريار. لقد وافقت مريم ، ابنته الكبرى ، وعمرها 31 عاماً ، على الإجابة على أسئلة آر تي فرنسا ، وعرضت تقريراً مقلقا حول ظروف سجن والدها.

آر تي فرنسا:أنتم تزورون والدكم بانتظام ، في أي حال يوجد الآن؟

مريم رمضان: إنه ضعيف جدا، وهذا الأمر شديد عليه جدا. لقد خرج للتو من سالبيتريار حيث أمضى ثلاثة أسابيع ، في غرفة بدون إطلالة على الخارج، والتي كان يبقى فيها طوال الوقت، سوى بضع دقائق، يغادر فيها غرفته. إن مرضه ، التصلب المتعدد ، يفرض عليه المشي، وممارسة الرياضة، لكنه لم يسمح له بالتحرك. يعاني من ألم لا يطاق في ساقيه وذراعيه، وتشنجات مؤلمة للغاية، وصداع نصفي دائم. ينام ساعتين فقط في الليلة، لأن الألم يجبره على الاستيقاظ ليلا. إنه يتعرض لمعاملة قاسية جدا، تحمل معها عواقب وخيمة. لقد فقد 11 كيلوغراما من وزنه، وأخبرنا أنه لا يستطيع التركيز أكثر من 20 دقيقة على التوالي، كما لاحظنا أنه يعاني أحيانا من أعراض فقدان الذاكرة. في سجن فريسنيس، يحق له السير لمدة 30 دقيقة في اليوم في فناء فارغ، وصغير للغاية، لكنه، كما قال، لا يستطيع المشي بشكل طبيعي ، وأنه لا يستطيع المشي إلا بدعامة. هذه الأعراض الجديدة، التي ظهرت في السجن غير قابلة للعلاج بدون شك، حسب الأطباء.

آر تي فرنسا: هل حاولتم الطعن في هذه الأحكام؟

مريم رمضان: لقد حاولنا الكثير من الأمور. على الرغم من العديد من التقارير الطبية المثيرة للقلق ، يعتقد القضاة أن حالته الصحية تتوافق مع الاعتقال. ومع ذلك ، يجب أن تعرفوا أن مرضه قد تم تشخيصه منذ أربع سنوات، وأنه تم احتواؤه بفضل المراقبة الطبية المنتظمة والدقيقة. كان يعاني من بعض الألم، ولكن ذلك لم يمنعه من العيش بشكل طبيعي. عندما دخل السجن ،كان يمشي بشكل طبيعي، و كان يستطيع الكتابة. اليوم، لم يعد يستطع المشي دون دعامة، ولا يمكن أن يكتب بعد الآن. لقد طلبنا خبرة طبية جديدة تم رفضها. لقد ساءت حالته خلال الاحتجاز ، وهو ما أكده أحدث تقرير من طبيب الأعصاب في سالبتريار، ولذلك نحن نتساءل كثيرا حول العلاج المخصص له. إنه كابوس شديد بالنسبة لنا، خصوصا عندما نرى صحته تتدهور يومًا بعد يوم.

آر تي فرنسا:ما هي حجج القضاة لإبقائه في الاعتقال الاحتياطي؟

مريم رمضان: يقولون إنهم يخشون من جهة الضغط على الضحايا المزعومات، ومن جهة أخرى يخشون من فرار والدي إلى بلد آخر. هذه الحجج واهية. بين تقديم الشكوى في أكتوبر واحتجازه في فبراير ، لم يمارس أي ضغط على هؤلاء النساء. لماذا يفعلها الآن؟ إنه ليس غبياً.

تقول هؤلاء النساء إنهن يتلقين تهديدات من مؤيدي طارق رمضان، وإذا كان هذا صحيحًا، فإننا ندين هذه الممارسات، لكنهن في الوقت الحالي لم يقدمن أي دليل على ما يقلنه. أما الفرار إلى بلد آخر، فهو أمر سخيف. إلى أين يذهب؟ إن والدي شخصية عامة، وسيكون فراره بمثابة اعتراف بالذنب من جانبه. لقد عرضنا جميع الضمانات التي تضمن بقاء والدي على الأراضي الفرنسية: منح جواز سفره ، وارتداء سوار إلكتروني ، ودفع كفالة ، ولكن القضاة يرفضون كل شيء، ولا نفهم سبب ذالك.

آر تي فرنسا: أين وصلت الإجراءات؟

مريم رمضان: لا نعرف متى سينتهي كل هذا المسلسل. في الوقت الحالي، لا نعرف حتى هل ستكون هناك محاكمة يومًا ما، أم لا. أذكر أنه قدم نفسه للعدالة في 31 يناير، حيث وضع ثقته الكاملة في القضاء، وقد رفض التحدث علانية احتراما للاجراءات، خلافا للمشتكيات اللواتي شوهدن في جميع البرامج التلفزيونية، والناشطات على الشبكات الاجتماعية.

آر تي فرنسا: ما قولكم في تصريحات المشتكيات ؟

مريم رمضان: هناك المزيد والمزيد من الأدلة على أن هؤلاء النساء يكذبن وأن الصحافيين، مثل القضاة، لا يأخذون في الاعتبار الكثير من العناصر التي تبرئ طارق رمضان. لقد عرضن الكثير من المعلومات المتناقضة، والأحداث التي لا معنى لها. لقد قامت هندا عياري، مثلا، بتغيير تاريخ ومكان الاغتصاب المزعوم، كما أرسلت إلى والدي أكثر من 300 رسالة بعد التاريخ الذي تزعم فيه تعرضها للاغتصاب، في الوقت الذي صرحت فيها أنها كانت مصدومة للغاية بالتواصل معه…

إلى جانب ذلك، اعترفت صاحبة الشكوى الأخرى كريستيل، بإنشاء حسابات وهمية على فيسبوك باسم طارق رمضان. وأكدت أيضا أن رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي وعدها بدفعه أتعاب أفضل المحامين لتقديم شكوى ضد طارق رمضان. لكن كل هذه الأمور لا تجذب الصحفيين، ولا تدفعهم إلى طرح أسئلة عليهم. هذا الأمر غير طبيعي!

أما بالنسبة للشكوى الثالثة، فقد قرر القضاة، في 5 يونيو، عدم توجيه الاتهام إليه في هذه القضية ، وبالتالي فإن اتهامات الاغتصاب غير قابلة للتصديق. بالإضافة إلى ذلك ، تأكد هؤلاء النساء أنهن لا يعرفن بعضهن البعض ، ولكن من الواضح الآن أنهم يعرفن بعضهن البعض منذ 2009 ، وأنهن كن مرتبطات بشخصيات عامة معادية لوالدي ، مثل كارولين فوريست أو جان كلود الفاسي.

آر تي فرنسا: من يستطيع زيارته من غيركم؟

مريم رمضان: أمي وإخوتي الثلاثة، واثنان من أعمامي أيمن وبلال، ومحاميه. يمكننا زيارته ثلاث مرات في الأسبوع ، ولكن ليس أكثر من ثلاثة أشخاص في كل مرة. علاوة على ذلك، فهو في عزلة تامة ، وليس له أي اتصال مع سجناء آخرين، و ليس له خيار غير ذلك، خلافاً لما قيل. الآن لديه جهاز تلفزي فرنسي في زنزانته، وهو نافذته الوحيدة التي يطل بها على العالم الخارجي. حتى الرسائل التي ترسل إليه، و التي لا تعد ولا تحصى، لا يصله سوى القليل منها، حيث تمر كل الرسائل عبر القضاة الذين يقرؤونها وينقلونها إلى السجن. إلى جانب ذلك، اضطر مدير السجن إلى الاعتراف أن العديد من الرسائل تم فقدانها.

آر تي فرنسا: تنظم لجنة الدعم مسيرات يوم 17 يوليو أمام السفارات الفرنسية في جميع أنحاء العالم. ما هو الغرض من هذا الإجراء؟

مريم رمضان: نأمل في توعية السلطات الفرنسية بحالة والدي. بالإضافة إلى ذلك ، يجب أن تجرى المواجهات في 18 و 19 يوليو مع واحدة أو أكثر من أصحاب الشكايات. نحن لا نعرف بالضبط مع من ستكون هذه المواجهات، ولكن لدينا الكثير من الأمل في هذه التواريخ، لأن عدم تحقيق هذه المواجهات كان سببا في رفض الإفراج عنه. ولذلك ننتظر بفارغ الصبر هذه المواجهات، حيث لن يكون للقضاة أي عذر آخر لعدم الإفراج عنه. من اللازم أن يخرج من السجن للعلاج، والاطلاع على ملفه، وإعداد دفاعه في ظروف لائقة.

آر تي فرنسا: بعد استنطاقه من قبل القضاة في الخامس من يونيو ، ذكرت وسائل الإعلام أن طارق رمضان اعترف بإقامته علاقات خارج نطاق الزواج، الأمر الذي خلق عددا من الانشقاقات في صفوف مؤيديه من المسلمين …

مريم رمضان: أولاً ، أخبرنا والدي أن ما ورد في وسائل الإعلام لم يكن بالضبط ما قاله أمام القضاة، ثم، خلافاً لما قيل في وسائل الإعلام، لم يغير خط دفاعه. كانت هذه هي المرة الأولى التي يسمع فيها، لذلك كانت المرة الأولى التي يتحدث فيها أمام القضاة. الآن، أتفهم أنه قد تكون هناك خيبة أمل، لكنني أشجع الناس على التمييز وعدم الخلط بين الجانب الأخلاقي، والجانب القضائي. هناك أشياء خصوصية تخصه هو وخالقه ، وزوجته، وعائلته. ثم هناك تهم خطيرة جدا تهم جرائم لم يرتكبها.

آر تي فرنسا: هل لا يزال يحظى بالكثير من الدعم؟

مريم رمضان :نعم أكثر فأكثر ، وفي كل مكان في العالم، من المسلمين وغيرهم. كل يوم ينضم إلينا أشخاص جدد، وكثيرون منهم يخبروننا أنهم لا يقدرون بشكل خاص طارق رمضان ، وأنهم لا يشاركون بالضرورة جميع أفكاره، لكنهم يعبرون عن غضبهم جراء المعاملة التي يتلقاها من قبل العدالة الفرنسية، والتي لا تمنحه الحق في قرينة البراءة.